الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

الدمعة الناصحة






لكل إنسان هموم وشكوى تتزاحم في بحر الحياة الذي يحيط به من كل الاتجاهات، تأتيه متتابعة لتخلق آثاراً واضحة في كيانه، و لكل أسلوب في التعبير عن مشاعره، وطريقة لإفراغ مكنون نفسه، تنبعث منه الكلمات كرسائل منبثقة من محتوى قد تملكه الشعور بالضيق،
و ربما يضيق عليه الفضاء بما رحب و تتصاعد أنفاسه من نقص كان يبتغيه ويبتعد عن العالم الذي يحتويه ويغترب مع نفسه وحيدا منزويا عمن كانوا بالرفاه معه وبالضيق قد اندثروا فلا ملجأ ولا مأوى قد نعاه



فتبعثرت كل معان الحياة وكثرت الأنات وتزاحمت العبرات وتكاثفت الزفرات وتتالت التأوهات، وتسابقت العثرات وزحفت الزلات و أغلقت جميع الأبواب ، وأقفلت نوافذ الأماني والأحلام ليحل محلها عالم انسدلت منه خيوط اليأس والوهن والغم والهم وأعلن الليل البهيم انسحاب النور لتحل محله الظلمة والعتمة والسواد فلا ينبض فيه نور ولا يخفق ضياء



كل ذلك من دون سابق إنذار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



تمازجت الدموع ونزلت على سيل من العذاب تمحو اثر السنين العجاف وترسم في الافق صور العفاف وتطبع رسومات الخفاف على سطح ازقة القلب الفجاج وتبعثر كل ماكان وما سيكون سببا لزخارف العصيانلافي زمن النسيان
تسربت نسمات ذكر لتحي القلب الذي قد انطوى في عزلة عن السماء وتراقصت انغام تسبيح

الهواء ملئ بالصفاء والنقاء لتمسح عبرة قد نزلت من نهر العيون و ترسم البسمة على فم من كان غافلا ان للكون خالق وزرعت روح الامل وفتحت باب التوبة والغفران ونزلت دمعة تخاطب صاحبها



ايا صاحبي اني قد نزلت من عليااء الاعين تناثرت بين ارجاء الكون انبعثت من سيل جارف من الالم وحسرة وندم
لكن لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة فاسمع وتمعن
ارسم الابتسامة على الثغر لانها تطبع المحبة وتجزى عليها بالحسنات الحسان
واعلم ان الهدية مسلك تقودك لممرات القلوب المتشعبة
واجعل القلب عامرا بحب الرحمن و انره بقوة الايمان بعد ظلمة وعصيان
بالا خلاق الحميدة تزين واجعله تاجا مرصعا بالياقوت والمرجان
و تطيب بمسك وريحان



وارفع اليد الي علياء السماء
واجعل الخشوع رايتك
والتذلل لخالقك
وكن للدعاء ساردا وكن متيقنا ان الدعوة مستجابة من رب العباد فهو للذنب والعيوب ستار وللزلات غفار يبسط اليد في النهار ليتوب مسيئ النهار ويبسط يده في اليل ليتوب مسيئ النهار
اجعل اللسان رطبا بذكره وحمده وشكره والقلب خاشع من خشيته
و اغضض من بصرك واعفو عند المقدرة
واسلك درب الصلاح حيث الفلاح وجنات وحور عين وقطوف دانية وفسيح الجنان و لبن ورمان وانشر الخير في كل مكان واسرد القصص التوبة من كل زمان وانحني في الصلاة بسكون وخاطب الناس بسكون وارفع القامة بحنو
ايا صاحبي انني منك واليك فاجعلني اجمل دمعة نزلت ومحت الذنوب واكون شاهدة لك لا عليك احب في الله



هكذا عرف الكنوز الثقال وعزم على التوبة والثبات ودفع المعصيات الثقال بالحسنات الجزال وعرف ان بعد العسر يسر وبعد الظلمة نورا وبعد الغنى فقرا وبعد الكبر عزة ونادى فقال
لاالـــــــــــــــــــــــــــــه الا الله محمد رسول الله



ان باب التوبة مفتوح فسارع قبل ان يوصد ويغلق ولن يفتح ثانية وقتها لاينفع الندم

هكذا جاد القلم بحبر من دموع وكلمات من ينبوع لترسم جمل تحمل في طياتها المحبة لكل الاحبة

ليست هناك تعليقات: